Image

إدوارد سعيد "مفارقة الهوية" / بيل أشكروفت، بال أهلواليا، ترجمة: سهيل نجم، مراجعة: حيدر سعيد

عدد النسخ: 2 عدد النسخ المعارة : 0 عدد النسخ المتاحة للاعارة : 1
رقم التسجيلة 8194
نوع المادة كتاب
ردمك 978-9933-407-80-3
رقم الطلب 801.95 ا ش ك
المؤلف أشكروفت، بيل

العنوان إدوارد سعيد "مفارقة الهوية" / بيل أشكروفت، بال أهلواليا، ترجمة: سهيل نجم، مراجعة: حيدر سعيد
بيان الطبعة ط1
بيانات النشر دمشق، [سوريا]: نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، 2002.
الوصف المادي 235ص : 14.5سم*22سم
ملاحظات

الكتاب غير مجلد

الملاحظات الببليوجرافية

قراءات إضافية: 206ص

المستخلص

مازال كتاب " ادوارد سعيد مفارقة الهوية " يثير جدلاً واهتماماً في الأوساط الثقافية والفنية كذلك بين القراء والمثقفين وسبب هذا الاهتمام متأت من بريق اسم المفكر ادورد سعيد ومركزه في الثقافة والمعرفة الإنسانيتين أولا واجتهادات بيل اشكروفت وما تمتع به من ذكاء في قراءة ودراسة ادوارد سعيد لأن المؤلف منشغل بادوارد سعيد ومتابع له ثانياً. وما ساهم أيضاً بتميز هذا الكتاب هو خبرة الشاعر سهيل نجم في مجال الترجمة وانحيازه الثقافي والمعرفي لكل ما هو جديد بالإضافة الى اهتمامات المراجع د. حيدر سعيد ودقته في توصيفات المصطلح وتحديد مفاهيمه الإجرائية واتساع خبرته وعنايته بالحداثة ومستجدات المعرفة الإنسانية. وفعلاً، أثار كتاب بيل اشكروفت اهتمامي بادوارد سعيد وحفزه أكثر، لأن المؤلف قد تمكن من تقديم كتاب آخر له صلة غير مباشرة بادوارد سعيد ولكنه متجاور معه وهو ـ سعيد ـ الذي ساهم ببلورة ما يسمى بـ "ما بعد الكولونيالية" وترجم الى العربية بطبعتين. تضمن كتاب "ادوارد سعيد مفارقة الهوية" عدداً من الفصول القصيرة، لكنها مفعلة للمتلقي ومثيرة له تماماً ومنها الدنيوية / النص.. والدنيوية / الناقد / الإستشراق، والثقافة بوصفها امبريالية / وفلسطين، الفقدان والتفويض. إن "الدنيوية / النص" يقدم كشفاً عن انشغالات ادوارد سعيد الثقافية بعد نشر كتابه المعروف الاستشراق، حيث اهتم سعيد بالمثقف ومجالاته الاجتماعية / السياسية / الثقافية لأنه ـ سعيد ـ وضع المثقف في مكانة متعالية وأكثر بروزاً وفاعلية وهو يعتقد بأن للمثقف مركزاً حيوياً من خلال دوره الثقافي / النقدي وكان لكتابه "العالم والنص والناقد" فضل تكريس شخصية سعيد، على الرغم من الأهمية البالغة التي تميز بها كتابه الإستشراق لأن "العالم والنص والناقد" يقدم آلية قرائية لقراءة سعيد ودعم المتلقي للدخول الى أعماله العديدة. كما أن كتابه النقدي يمثل عتبة جديدة بالنسبة لادوارد سعيد، حيث مازال يمثل "المفتاح لأهميته للنظرية الثقافية المعاصرة". ولا يمكن لأية قراءة للمنجز الثقافي الخاص بسعيد أن يتجاهل دوره البارز في تأسيس نظرية الخطاب الكولونيالي الذي تم التعامل معه باعتباره شكلاً من أشكال التعبير النظري. وأشار اشكروفت الى خطأ التعامل مع الخطاب الكولونيالي بوصفه مرادفاً لـ " ما بعد الكولنيالية ". ولا تستطيع القراءة، أية قراءة، تجاهل انشغال سعيد بنظام الخطاب وهيمنة سلطة القوة الفوكوية في كل اهتمامات سعيد الثقافية والفكرية وكان لذلك تأثير واضح ومتجاور أيضاً مع تأثيرات المفكر فيكو الذي حذر من أن " التاريخ البشري يصنعه البشر " ولكن اهتمامات سعيد بهذا المفكر الإيطالي 1668- 1744 جعلته عرضة لانتقادات معروفة بسبب توظيفاته لنظرية فوكو بشكل مبتور. كما انشغل كثيراً بغرامشي / وفرانز فانون وكان لهما تأثير واضح أفصح عنه سعيد. لكننا لابد من الإشارة الى العلاقة الفكرية الثنائية بين سعيد /وفوكو الذي مارس عبر نظام الخطاب وسلطة المعرفة تأثيراً كبيرا على ادوارد سعيد واتضح ذلك في الأقل في كتابيه / الاستشراق / والثقافة والإمبريالية. ولكن سعيد قد أعاد للعلاقة تلك موازنتها ونبه الى ذلك المفكر إعجاز أحمد في كتابه ما بعد الإستشراق كما نبه الى تراجعات سعيد المعروفة وعلاقته مع نيتشة وخصوصا نظام التمثيلات الذي انشغل به سعيد كثيراً في الإستشراق والثقافة والإمبريالية ووجد بان كل تمثيلات الغرب عن الشرق هي سيئة. وقد تراجع قليلاً عن هذا الرأي النيتشوي ولم يشدد على ما كان منشغلاً به من أن التمثيلات كلها تؤدي الى سوء تمثيل كما أوضح سعيد لاحقاً ـ وهذا ما قاله المفكر أعجاز أحمد ـ عن مكان خلخلة الخطاب الكولونيالي من الخارج، وهو بذلك يتراجع قليلاً ولكن تراجعه مهم وملفت للانتباه وينطوي على فكفكة المفهوم الماركسي المرتبط بدور الاقتصاد في تفعيل الوعي وتحريك الطاقة الكامنة لدى المواطن. وقدم بيل اشكروفت تركيزاً، لا بل اختصاراً لمفهوم الخطاب ونظرية الخطاب الكولونيالي من البيانات بواسطته ومن داخله أن يعرف العالم. إن فكرة فوكو عن الخطاب هي مساحة من المعرفة الاجتماعية محددة عن نحو شديد من دون أن يشير الى "الكلام" في معناه التقليدي، فبالنسبة اليه العالم ليس "موجوداً" ببساطة للتحدث عنه، بل بالأحرى أنه خطاب يمكن للعالم أن يوجد بواسطته. وفي مثل هذا الخطاب يتوصل المتكلمون والمستمعون، الكتاب والقراء، الى فهم أنفسهم وعلاقاتهم بعضهم مع بعض وموقعهم في العالم. أنه تلك العقدة من العلاقات والممارسات التي تنشئ الوجود الاجتماعي والنتاج الاجتماعي والتي تقرر كيف تتحدد شروط التجارب والهويات / ص25. أما " دنيوية الناقد " فقد اقترح ادوارد سعيد نوعا من العلاقة بين المثقف ودنيويته، ولا بد له من أن يكون أكثر ارتباطاً بالواقع وما يجري فيه ولما يفضي نحو تحولات وتغييرات جوهرية، ولذا أقلقت سعيد وظيفة الناقد، لا بل حتى المثقف منذ لحظة صدور كتابه العالم والنص والناقد الى "صورة " المثقف،و قال اشكروفت أن قدرة المثقف في ان يقول أي شيء ينتمي الى مجتمعه أو مجتمعها لا يمكن أن تغنيه عن مفهوم الدنيوية، إذ دون الدنيوية لن يكون المثقف دنيا أو عالماً يتكلم منه واليه، أن مفارقة موقع سعيد في ذلك العالم هو مصدر المفارقة المهم الذي يميز مسيرته، ولكن ليس ثمة تساؤل حول أن العالم، وارتباطه بالنص والناقد، هو شيء حاسم في إدراكه قيمة عمل المثقف. إن رؤيته لدور الناقد هي هجوم جذري على التخصص والبرج العاجي الزاحف الذي راح يميز النقد الأكاديمي، والذي يزيله مرة بعد مرة من الوقائع السياسية للمجتمع المعاصر / ص43. وانطوت آراء سعيد في الدنيوية على إعلان واضح للانشغال بموجهات النص واحترام عناصره التاريخية وما ينتج عنها، لأنه أدرك في مرحلة السبعينيات بأن النصية هي التي هيمنت في النص والنظرية الأدبية وتم عزل للتاريخ الذي ظل كامناً في الخارج وغير مثير لاهتمام القراءات النصية، المكتفية بالعناصر الفنية الداخلية للنص مع تمجيد للبنيوية، وكان من ثمار التضاد الثقافي بروز التاريخانية وتبدّياتها الواضحة عبر الاهتمام بالتاريخ بوصفه نصاً أدبياً كما قال هايدن وايت. وأشار سعيد الى ذلك بلغة أخرى، لكنها تنطوي على موقف فيه انحياز واضح لدنيوية الناقد وكذلك النص " وكما يحدث للأكاديمية الأمريكية اليوم، إذ تقوم النظرية الأدبية بعزل النصية بكل أجزائها عن الظروف والأحداث وكل ما هو ملموس يجعلها ممكنة وواضحة على أساس أنها جهد إنساني / ص45. وظل ادوارد سعيد أكثر عناية بدنيوية النص مثلما هو معني بدنيوية الناقد الذي اعتبره جزءاً مهما وفاعلاً في تحقيق منعطفات مهمة في الحياة، لأن المثقف عبر عملية المعارضة وروحه النقدية بإمكان تصحيح كثير من المسارات ويوضح اشكالات جوهرية في الحياة / والثقافة ويساهم بتأسيسات جوهرية، تدخل لاحقاً باعتبارها عوامل مساعدة للتغيير والإنعطاف بالحياة نحو مجالات كبرى، مغايرة، ومختلفة. واهتم الاستشراق الذي وضعه سعيد وأثار انشغالات كبرى في العالم فانه حسب رأي سعيد: معني بوصف النظم المختلفة والمؤسسات وعمليات التحقيق والأساليب الفكرية التي بواسطتها جاء الأوربيون لـ "معرفة الشرق" عبر العديد من القرون والتي وصلت الى ذروتها خلال نهوض وتماسك امبريالية القرن التاسع عشر. إن المفتاح لاهتمام سعيد بهذه الطريقة في معرفة أخري أوروبا هي أنها توضح على نحو مثير الترابط بين المعرفة والسلطة، لانها " تبني" وتهيمن على الشرقيين من خلال التعرف عليهم بيل اشكروفت: ادوارد سعيد مفارقة الهوية:69. ويميز الاستشراق بين الأنطولوجي الوجودي والمعرفي الأبستمولوجي بين الشرق والغرب وهذا أسلوب تكرس عليه الاستشراق واعتمدته الدراسات الأكاديمية الغربية في إعادة تشكيل الشرق وصياغته، في عملية الإنشاء الخطابي، في إطار علاقة القوة والغلبة في مرحلة ما بعد عصر التنوير د. حفناوي بعلي: مدخل في النقد الثقافي المقارن / منشورات الإختلاف:81 وكشف سعيد في استشراقه النظم والآليات التي جعلت من الآخر قوة إخضاع وسيطرة، مستعينة بالثقافة لإحتجاز الشرق وتعطيله وهذا ما تم توصيفه في الثقافة والإمبريالية. وأكد بيل اشكروفت على سياسة كتاب الإستشراق وانفتاحه وتمركزه حول نظرية الخطاب وآليات اشتغالها ومن بعد يلجأ الى تحليلها من وجهة نظر شرقية. أن من الموقف العرقي من الشرق كما قال سعيد وسلطة الإمبريالية وثقافتها مع ايديولوجيتها المجردة لإنسانية العربي أو المسلم ذات قوة مهيمنة وأدرك الفلسطيني هذه العرقية وضغطها عليه والتعامل معها كقوة قاسية وفريدة وذلك للعلاقة الترابطية المعروفة بين المعرفة والسلطة، تلك العلاقة التي رسمت الشرقي وحددت إطاره العام " وبمعنى ما يمحوه على أنه بشر لايعد بالنسبة لي مسألة أكاديمية مقصورة على جماعة معينة. بل أنها مسألة " فكرية " ذات أهمية واضحة جداً نقلاً عن بيل اشكروفت: 76. وأشار اشكروفت الى ان اجرائية سعيد محاطة بما يصطلح عليه بالنصية التي تسمح له بان يتصور الشرق على انه خلق نصي، في الخطاب الإستشراقي، تجبر التبنيات النص على أن ينتج الغرب كونه موقعا للسلطة ومركزاً توضع له الحدود بحدية عن الآخر كونه موضوعاً للمعرفة، وحتماً، تابعاً، هذه الوظيفة السياسية الخفية للنص الإستشراقي هي ميزة لدنيويته ويكمن مشروع سعيد في أن يركز على إنشاء الشرق بوصفه بنية نصية. أنه ليس معنياً بتحليل ما هو مخفي في نص الشرق بل في تبيان كيف يجعل المستشرق الشرق يتكلم، وكيف يصف الشرق وكيف يترجم غوامضه الى وضوح من أجل الغرب واليه اشكروفت:92 . الإستشراق ـ كما قدمه سعيد ـ خطاب كاشف عن تمركزات أوروبية، استطاعت تمثيل الشرق على الصورة التي يريدها الآخر وحصل له هذا بنجاح، حيث التراكم التمثيلي عبر تاريخ طويل، حقق للآخر سلطة تفوقه وحكمته. أما الفصل الخاص بـ "فلسطين الفقدان والتفويض: السفر الى الداخل " فأنه يمثل جوهراً مهماً في أعمال سعيد، لأن انتباهته الى فلسطين والإسلام تمثل مركزاً قوياً بين أعمال سعيد الفكرية، على الرغم من بقاء هذا العمل خارج الاهتمام القوي ضمن انشغالات النقاد والباحثين، ولأن الهوية انبناء فلابد لسعيد من أن يعلن عن بناء نفسه كما قال اشكروفت بوصفه ضحية ولابد له من " السفر الى الداخل " الفلسطيني، والمكان الذي صاغ عناصره وتجلياته الروحية كذلك لعبت الجغرافيا التي انشغل بها كثيرا في استشراقه حيث كانت تخييلات الغرب عن الشرق، اما جغرافيته فهي ما زالت في ذاكرته وقائم فيها، على الرغم من وجوده خارجها. ويكشف هذا الفقدان لها عن إحساس قوي بالنفي والقبول، لأنه لا يعرف مصطلحاً غير النفي حتى لمن اختار هجرته الى الخارج " أن الخلع يزيد من حدة الصوت النقدي ويحرره ". إن النصوص لم تكن موجودة خارج العالم الذي أنتجها ومن هذه النقطة يبرز مفتاح المفهوم النظري للدنيوية. وأيضاً كانت هذه هي التي أجبرت سعيداً على إعادة تقييم اندهاشه بالمعيار الغربي، كي يفهم موقعه ضمن مشروع الإمبريالية. كان على سعيد أن يؤسس مكاناً يرد من خلاله مكانا من خلاله يمكنه الكلام واستخدام مشروع التوسع الغربي في أعلى مستوى استراتيجي له، الذي هو المستوى الثقافي. وهنا تبرز الفكرة الحقيقية للمقاومة في تفكير سعيد، إدراكه إن مكانه المناسب هو أن يعيد الكتابة للإمبريالية التي صاغت الشروط التي سُلب بواسطتها شعباً ومن هنا تبدأ " الرحلة الى الداخل

المواضيع إدوارد سعيد - تأثيره
النقد - في مجال السياسة
النقد - نشاطات سياسية
الإنتاج الفكري - النشاط السياسي - إدوارد سعيد
الأدب والسياسة - إدوارد سعيد

الأسماء المرتبطة نجم، سهيل
سعيد، إدوارد
أهلواليا، بال
سعيد، حيدر