شكل هذا الكتاب محاولة اكتشاف نقدية بصرية للألبومات الفوتوغرافية السبعة، التي جمعها ونسَّقها المقدسي واصف جوهرية (1904-1972)، وعنونها «تاريخ فلسطين المصوَّر». وتتضمن هذه الألبومات نحو تسعمئة صورة تظهر من خلالها بيئة فلسطين الثقافية والسياسية الغنية في الزمن العثماني المتأخر وزمن الانتداب البريطاني. ويعتبر المؤلفون، نصّار وشيحا وتماري، هذا الأرشيف نقطة تقاطع بين تاريخ التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي وبين تاريخ فلسطين الاجتماعي. ومن خلال إلقاء الضوء بمفهوم جديد على هذه الفترة المهمة، يتقصى مؤلفو الكتاب لا الأحداث التاريخية الرئيسية وتطور نمط الحياة الحضري فحسب، بل أيضاً مجال رؤية اجتماعي لحياة الفلسطينيين كما يجسِّدها مجتمع القدس. ومن خلال تتبع التفاعل بين الصور الفوتوغرافية، يقدم المؤلفون دليلاً على الحقل المتواصل للآثار المادية والتاريخية والجماعية من ماضي فلسطين العربية الحي إلى حاضرها الحي.