شيطنات الطفلة الخبيثة / ماريو بارغاس يوسا
رقم التسجيلة | 14490 |
نوع المادة | كتاب |
ردمك | 2-84305-871-x |
رقم الطلب | 898 ي و س |
المؤلف | يوسا، ماريو بارغاس |
العنوان | شيطنات الطفلة الخبيثة / ماريو بارغاس يوسا |
بيان الطبعة | ط1 |
بيانات النشر | دمشق، [سوريا]: دار المدى للثقافة والنشر، 2007. |
الوصف المادي | 400 ص : 21.5*14سم |
ملاحظات |
غير مجلد |
المستخلص |
ذهِ الرواية كُتِبَتْ خصّيصاً للهوائيين، عندما تكون الأمزجة هِيَ المُتحكّمة في المُدن، في المسافة، في الزمن، التغيّرات المُصَاحبة في مُختلف الأماكن، الهُروب المُؤكّد بعد كُلِّ فَرَح، التسلّل والانسلال للبلدان الجديدة، الأجواء المُرفّهة، بالفساتين الفخمة، والأقراط المُضيئة على وقع انعكاسات البلاط المصقول، عندما تقوم حياة كَامِلَة على الحُبّ، وسط الغياب المُفاجئ، والفرار في الأكوان المُتسلسلة الصغيرة، الرُوتين مَكْروهٌ مَكْروهْ، الرتم حين يتكرّر: أغنية فَاسِدة، للهوائيين الحَقّ في تبرير أفعالهم بالمزاجيّة، بـ التقلّب والتشقلب للخلفِ والأمام، بلا حسيبٍ لأفعالهم، " الحريّة " لا تُقيّد بالحدود، إنّكَ إنْ أوثقتهم، هجروك مِرارا، هذهِ الشيطنات والألاعيب والنزوات جميعها مُبَاحة في ذيل الثعب الماكر – الفرو الثمين أعلى الكتفين، آخركَ سيغضب، ويحنق، وسيكرهك، ويتمنَّى قتلك في مُحاولةٍ فاشلة، لكنّكَ لَنْ تهتمّ ولَنْ تُبالي، الأهمّ أنَّ " مزاجك " الملكيّ لَنْ يُمسّ أوْ يخدش، فأنتَ عائدٌ إليهم، ولكنّكَ تستمتع حينما تختلط عليك الجَنَّة والجحيم، وأنتَ تهرول بينهما دون تمييزٍ، لا أهميّة لإدراك مِنْ أين لأين، بين النعيم والعذاب، الغاية أنَّكَ لستَ في المكان ذاته، هذهِ الرفاهيّة تستمرُّ بالظروف، وقلبكَ المرن لَمْ وَلْن يتخّذ شَكْلاً ثابتاً ليتزّن... يوسا، أخَلَّ برأسي، وأنا التشيليّة الصغيرة تعبثُ وتكذب وتهرمُ بتلك الرُوح وذاك اللعب، أيُّ طِفْل طيّب سيبكي في النهاية وحيداً فـ يكتب ؟ ( شيطنات الطفلة الخبيثة ) نألف حباً متجذراً، قابلاً للتجدد، والتلون والتكيف.. هو حب الراوي ريكاردو سوموكوريثو، يناديه أصدقاؤه بالنحيل، وستناديه الطفلة الخبيثة حتى آخر يوم من حياتها بالطفل الطيب. هو حبه للطفلة الخبيثة، تلك المرأة اللعوب، الحالمة المتمنعة، الغامضة، المغامرة التي تعيش حياتها طولاً وعرضاً وتدفع الثمن غالياً، في النهاية، من غير أن تكون آسفة حقاً. يلتقيها الراوي وهي ليلي المراهقة التشيلية مع أختها كوني، في صيف العام 1950. يعرض عليها حبه فتصده بلطف، بشيء من التهرب مع أنها تبقى بصحبته. يمضيان الوقت معاً. يدردشان ويرقصان. ثم يكتشف، في مشهد أشبه بالفضيحة، أنها ليست تشيلية، وأن كوني ليست أختها، وأنها من وسط متواضع حاولت اختراق المجتمع البرجوازي، في حي راق بليما العاصمة،وأن اسمها ليس ليلي.. هنا تختفي لتظهر بعد أكثر من عشر سنوات في باريس حيث يعيش الراوي الآن. كانت هناك في باريس تآمرات المقاهي مثلما يصفها الراوي.. شبان من القارات الخمس، يأتون وهم تحت سطوة بريق الثورة الكوبية وقادتها الملتحين.. شبان يحلمون بتكرار ما حصل بكوبا في بلدانهم.. بعضهم يستغرقه الحلم بجد، حدّ الدخول في مغامرات غير محسوبة تنتهي بقتله. وبعضهم يتخذه مناسبة للثرثرة والتسلية واللعب.. هنا تصل الرفيقة آرليت باريس، في طريقها إلى كوبا، بإشراف منظمة نشيطة، لقضاء فترة تدريب عسكري قبل أن تعود إلى البيرو للانخراط في الحركة الثورية المسلحة التي هي على وشك الانطلاق.. يكلف ريكاردو، بمصادفة محض، بمرافقتها مع رفيقاتها، وإنجاز إجراءات الإقامة في الفندق.. يتعرف عليها بعد مضي بعض الوقت، ويذكِّرها بلهجة التشيليات المغناة التي تتقنها فتصيح مبتهجة؛ "ريكاردو، ريكارديتو، ريتشارد سوموكورثيو".. يستأنفان صحبتهما ويقضيان لحظات عشق لعشرة أيام في باريس، عندها يدرك الراوي أن "السياسة بصورة عامة، والثورة على وجه الخصوص، لا تعنيان للرفيقة آرليت مقدار حبة كمون" ص34. وإنها دخلت الحزب وجاءت كمقاتلة في حرب العصابات فقط للخروج من البيرو، والسفر في العالم، لأنها من عائلة فقيرة وليست أمامها أية فرصة أخرى.. يحصل ريكاردو على فرصة عمل كمترجم فوري في اليونسكو، ثم تتواتر الشائعات من كوبا عن الرفيقة آرليت بعد مدة من وصولها إلى هناك مؤداها أنها تحولت إلى شخصية متنفذة، تشاطر قادة الثورة الفراش ومنضدة العمل. لتظهر بعد أشهر في باريس، مرة أخرى، زوجة للسيد آرنو أحد الدبلوماسيين الفرنسيين الذين خدموا في كوبا.. هي الآن السيدة آرنو تمارس "حياة اجتماعية زخمة، حياة حفلات استقبال، ومآدب عشاء، وحفلات كوكتيل" ص69، ويعود ريكاردو لمواعدتها. كانت ( الطفلة الخبيثة ) أنانية، ذات طموح مدمر، لا تعرف الاستقرار، تعشق المغامرة، والتغيير أبداً، والعالم كله ملعبها، الرجال كلهم، لاسيما الأثرياء، المتنفذون. وتخبر الراوي أنها ستعيش حياة شحاذة لو بقيت برفقته وحسب، وأخلصت له الحب.. لم تخرج من البيرو من أجل الحب، بل من أجل نفسها، وقد نسيت تلك البلاد التي غدت الآن بعيدة "فالبيرو بالنسبة إليها، كما بدا لي، هي شيء استبعدته، بكل تعمد، من ذاكرتها، باعتباره كتلة ذكريات سيئة؛ فقر، عنصرية، تمييز، إهمال، إحباطات متنوعة" ص77. كانت تبحث فقط عن الشيء الملموس الذي يمنحها الطمأنينة، حسبما تعتقد؛ المال. ولهذا السبب ظلَّ ذلك الحب قلقاً، يلتهب حيناً ويخمد أغلب الأحيان.. حب معجون بالشبق والخيانة والتسامح والغفران. تختفي المرأة ( مدام آرنو ) فجأة.. تستحوذ على أموال زوجها وتتركه في حالة من الإحباط والذهول. أما الراوي فيُصدم هو الآخر "عليك أن تقهر نفسك وتنسى البيروية ذات الألف وجه، وتقنع نفسك بأنها لم تكن إلاّ حلماً خبيثاً أيها الطفل الطيب" ص85. في النصف الثاني من عقد الستينيات تغدو لندن مدينة الصرعات الجديدة بدلاً من باريس، وقبل انتهاء ذلك العقد يكون الراوي هناك، فيلتقي بامرأته الهاربة التي هي، في هذه المرة، مسز ريتشادسون زوجة رجل ثري من مربي الخيول في نيوماركت. تعترف للراوي أنها تكره الخيول، وهؤلاء الناس الفظيعين الذين لا يتحدثون سوى عن الخيول ولا يهتمون إلاّ بها. تمر سنون قليلة ويكتشف المستر ريتشاردسون، بطريقة ما، خداع زوجته. لا شك؛ أن الرواية ليست هذه الخلاصة المخلة لأحداثها. لكن المحطة الأهم والأخطر في حياة الطفلة الخبيثة هي وقوعها بين مخالب شيطان مجسد، هو فوكودا، رجل مافيا ياباني. شاذ وغريب الأطوار. سيذيقها الهوان ويتركها حطام امرأة. هي في طوكيو ( كوريكو ) متورطة مع ذلك الرجل.. تسافر إلى كل قارات الأرض لتنجز له صفقات مريبة، سرية وخطيرة.. تهرّب المخدرات والماس واللوحات والأسلحة والأموال وأشياء أخرى لا تعرفها.. ولا يزال الراوي مغرماً بها.. إنها حب حياته ولا يقدر على نسيانها.. يبوح لصديق له؛ "بأنني وقعت منذ سنوات طويلة في حب امرأة كانت تظهر وتختفي من حياتي مثل نار كاذبة، فتؤججها بالسعادة لفترات قصيرة، ثم تخلّفها بعد ذلك جافة وقاحلة، وملقّحة ضد أي نوع آخر من الحماسة أو الحب" ص159. ولذا يسافر الراوي إلى اليابان ليلتقيها، بعد أن يأتيه خبر وجودها في كنف ذلك الرجل المافيوي، فيجددان ( الراوي والطفلة الخبيثة ) صحبتهما الدافئة. وفي لحظة الذروة من علاقة حميمة هائجة يكتشف أن فوكودا موجود في الغرفة ذاتها، يراقبهما بمتعة ويستمني، إنه بصّاص أيضاً.. يغضب الراوي ويقرر ترك الطفلة الخبيثة وإلى الأبد.. يعود إلى باريس ويحاول أن ينغمس في تيار الحياة من دون ليلي أو آرليت أو كوريكو أو أوتيلا؛ وهذا هو اسمها الحقيقي، كما أطلقه عليها أبواها يوم ولادتها كما سيتوضح للراوي فيما بعد في أثناء زيارة للبيرو. أو أي اسم آخر تحمله لمدة ثم تبدله. حين تتصل به بعد سنوات، إذ تكون في باريس مرة أخرى، يرفض لقاءها في البدء، ثم يرضخ تحت إلحاحها ليفاجأ بأنها مريضة جداً، محطمة، وفي حالة يرثى لها من العوز واليأس. . وعلى الرغم من هذا لا يكاد الراوي يصدقها "لن تتبدلي أبداً، الغموض دائماً، الحكايات الخيالية دائماً، الأسرار دائماً" ص232.. يتكفل الراوي بعلاجها ويضطر للاستدانة، وحين توضع في مشفى/ منتجع لتُعالج مما تركه رجل المافيا الياباني بنزواته المنحرفة من آثار فيزيولوجية ونفسية في أحشائها يجلي الأطباء جانباً من أزمتها النفسية؛ "لا تخطئ الظن حضرتك. فهي لم تكن ضحية خداع. لقد كانت ضحية بإرادتها. تحملت كل ذلك وهي تعرف جيداً ما الذي تفعله... سمّه حضرتك حباً منحرفاً، عاطفة باروكية، فساداً أخلاقياً، دافعاً مازوشياً، أو أنه ببساطة، انصياع مذعن حيال شخص متسلط، لم تكن قادرة على معارضته أو مواجهته بأي حال. وكانت ضحية خدوم، تقبلت راضية كل نزوات ذلك السيد. وهذا هو ما يبعث فيها الآن، بعد أن استعادت الوعي، الغضب واليأس" ص281. يتعاطف معها الراوي، ولمّا يكتشف أن جواز سفرها مزور يتزوجها ليكون أمر وجودها في فرنسا شرعياً.. يقضي معها وقتاً طيباً مقتنعاً أن تلك التجربة المريرة والشائنة لابد أنها حدّت من هوسها في المغامرة.. تتماثل للشفاء، لكنها ستضيق ذرعاً بعد أشهر أو سنين قليلة بالاستقرار والرتابة ومحدودية العيش فتغوي عجوزاً ثرياً وتختفي معه. لن تنتهي الحكاية هنا، وما أشرنا إليه ليس سوى نتف من التفاصيل المتشعبة التي تحفل بها هذه الرواية. وهي عموماً ليست رواية حب فقط، وإن كانت كذلك أيضاً. وأحداثها تجري بموازاة تحولات ما بعد الحرب العالمية الثانية السياسية والاجتماعية وحتى عقد الثمانينيات، في البيرو وباريس ولندن وطوكيو ومدريد ومدن أخرى.. انتعاش فكرة الثورة وخمودها.. يروز الصرعات الفنية والاجتماعية وتراجعها.. الهجرات من العالم الثالث إلى أوربا وإشكالية الهوية والاندماج. ناهيك عن مسائل الصداقات والعلاقات العابرة والخيانة والجنس والموت وهي تُعالج بعمق ووعي بوساطة لغة رشيقة، حافظ عليها المترجم البارع صالح علماني، وسرد متماسك يتخذ، من حيث التعاطي مع الزمن، المسار الخطي التتابعي. ومن غير حذلقات أو مناورات أسلوبية مفتعلة. ومن غير تصنع في لغة السرد. لكن تبقى حقيقة أن شخصية تلك المرأة ( الطفلة الخبيثة ) بتعقيدها وغموضها وانفلاتها وشططها وطموحها الفائض هي التي تعطي الرواية هذا الزخم من الإثارة والتوهج والتشويق.. يقول أحد شخصيات الرواية؛ "هذه السيدة لن تتوقف عن مفاجأتي ـ هتف سيمون ـ أتلاحظان كم هي عقيمة حيواتنا بالمقارنة مع حياتها"؟! ص251 ـ 252. * مقال ( مدار السرطان ) ماريو بارغاس يوسا.. ترجمة: وليد سليمان.. موقع الأوان 27/9/2006. ** ( شيطنات المرأة الخبيثة ) رواية؛ ماريو بارغاس يوسا.. ترجمة: صالح علماني.. دار المدى للثقافة والنشر.. دمشق.. ط1/2007. |
المواضيع | ادب- حبادب-بيرورواية- حب |
الأسماء المرتبطة | علماني، صالح |
LDR | 00115cam a22002053a 4500 |
020 | |a 2-84305-871-x |
082 | |a 898 ي و س |
100 | |a يوسا، ماريو بارغاس |
245 | |a شيطنات الطفلة الخبيثة / |c ماريو بارغاس يوسا |
250 | |a ط1 |
260 | |a دمشق |b دار المدى للثقافة والنشر, |c 2007 |
300 | |a 400 ص; |c 21.5*14سم |
500 | |a غير مجلد |
520 | |a ذهِ الرواية كُتِبَتْ خصّيصاً للهوائيين، عندما تكون الأمزجة هِيَ المُتحكّمة في المُدن، في المسافة، في الزمن، التغيّرات المُصَاحبة في مُختلف الأماكن، الهُروب المُؤكّد بعد كُلِّ فَرَح، التسلّل والانسلال للبلدان الجديدة، الأجواء المُرفّهة، بالفساتين الفخمة، والأقراط المُضيئة على وقع انعكاسات البلاط المصقول، عندما تقوم حياة كَامِلَة على الحُبّ، وسط الغياب المُفاجئ، والفرار في الأكوان المُتسلسلة الصغيرة، الرُوتين مَكْروهٌ مَكْروهْ، الرتم حين يتكرّر: أغنية فَاسِدة، للهوائيين الحَقّ في تبرير أفعالهم بالمزاجيّة، بـ التقلّب والتشقلب للخلفِ والأمام، بلا حسيبٍ لأفعالهم، " الحريّة " لا تُقيّد بالحدود، إنّكَ إنْ أوثقتهم، هجروك مِرارا، هذهِ الشيطنات والألاعيب والنزوات جميعها مُبَاحة في ذيل الثعب الماكر – الفرو الثمين أعلى الكتفين، آخركَ سيغضب، ويحنق، وسيكرهك، ويتمنَّى قتلك في مُحاولةٍ فاشلة، لكنّكَ لَنْ تهتمّ ولَنْ تُبالي، الأهمّ أنَّ " مزاجك " الملكيّ لَنْ يُمسّ أوْ يخدش، فأنتَ عائدٌ إليهم، ولكنّكَ تستمتع حينما تختلط عليك الجَنَّة والجحيم، وأنتَ تهرول بينهما دون تمييزٍ، لا أهميّة لإدراك مِنْ أين لأين، بين النعيم والعذاب، الغاية أنَّكَ لستَ في المكان ذاته، هذهِ الرفاهيّة تستمرُّ بالظروف، وقلبكَ المرن لَمْ وَلْن يتخّذ شَكْلاً ثابتاً ليتزّن... يوسا، أخَلَّ برأسي، وأنا التشيليّة الصغيرة تعبثُ وتكذب وتهرمُ بتلك الرُوح وذاك اللعب، أيُّ طِفْل طيّب سيبكي في النهاية وحيداً فـ يكتب ؟ ( شيطنات الطفلة الخبيثة ) نألف حباً متجذراً، قابلاً للتجدد، والتلون والتكيف.. هو حب الراوي ريكاردو سوموكوريثو، يناديه أصدقاؤه بالنحيل، وستناديه الطفلة الخبيثة حتى آخر يوم من حياتها بالطفل الطيب. هو حبه للطفلة الخبيثة، تلك المرأة اللعوب، الحالمة المتمنعة، الغامضة، المغامرة التي تعيش حياتها طولاً وعرضاً وتدفع الثمن غالياً، في النهاية، من غير أن تكون آسفة حقاً. يلتقيها الراوي وهي ليلي المراهقة التشيلية مع أختها كوني، في صيف العام 1950. يعرض عليها حبه فتصده بلطف، بشيء من التهرب مع أنها تبقى بصحبته. يمضيان الوقت معاً. يدردشان ويرقصان. ثم يكتشف، في مشهد أشبه بالفضيحة، أنها ليست تشيلية، وأن كوني ليست أختها، وأنها من وسط متواضع حاولت اختراق المجتمع البرجوازي، في حي راق بليما العاصمة،وأن اسمها ليس ليلي.. هنا تختفي لتظهر بعد أكثر من عشر سنوات في باريس حيث يعيش الراوي الآن. كانت هناك في باريس تآمرات المقاهي مثلما يصفها الراوي.. شبان من القارات الخمس، يأتون وهم تحت سطوة بريق الثورة الكوبية وقادتها الملتحين.. شبان يحلمون بتكرار ما حصل بكوبا في بلدانهم.. بعضهم يستغرقه الحلم بجد، حدّ الدخول في مغامرات غير محسوبة تنتهي بقتله. وبعضهم يتخذه مناسبة للثرثرة والتسلية واللعب.. هنا تصل الرفيقة آرليت باريس، في طريقها إلى كوبا، بإشراف منظمة نشيطة، لقضاء فترة تدريب عسكري قبل أن تعود إلى البيرو للانخراط في الحركة الثورية المسلحة التي هي على وشك الانطلاق.. يكلف ريكاردو، بمصادفة محض، بمرافقتها مع رفيقاتها، وإنجاز إجراءات الإقامة في الفندق.. يتعرف عليها بعد مضي بعض الوقت، ويذكِّرها بلهجة التشيليات المغناة التي تتقنها فتصيح مبتهجة؛ "ريكاردو، ريكارديتو، ريتشارد سوموكورثيو".. يستأنفان صحبتهما ويقضيان لحظات عشق لعشرة أيام في باريس، عندها يدرك الراوي أن "السياسة بصورة عامة، والثورة على وجه الخصوص، لا تعنيان للرفيقة آرليت مقدار حبة كمون" ص34. وإنها دخلت الحزب وجاءت كمقاتلة في حرب العصابات فقط للخروج من البيرو، والسفر في العالم، لأنها من عائلة فقيرة وليست أمامها أية فرصة أخرى.. يحصل ريكاردو على فرصة عمل كمترجم فوري في اليونسكو، ثم تتواتر الشائعات من كوبا عن الرفيقة آرليت بعد مدة من وصولها إلى هناك مؤداها أنها تحولت إلى شخصية متنفذة، تشاطر قادة الثورة الفراش ومنضدة العمل. لتظهر بعد أشهر في باريس، مرة أخرى، زوجة للسيد آرنو أحد الدبلوماسيين الفرنسيين الذين خدموا في كوبا.. هي الآن السيدة آرنو تمارس "حياة اجتماعية زخمة، حياة حفلات استقبال، ومآدب عشاء، وحفلات كوكتيل" ص69، ويعود ريكاردو لمواعدتها. كانت ( الطفلة الخبيثة ) أنانية، ذات طموح مدمر، لا تعرف الاستقرار، تعشق المغامرة، والتغيير أبداً، والعالم كله ملعبها، الرجال كلهم، لاسيما الأثرياء، المتنفذون. وتخبر الراوي أنها ستعيش حياة شحاذة لو بقيت برفقته وحسب، وأخلصت له الحب.. لم تخرج من البيرو من أجل الحب، بل من أجل نفسها، وقد نسيت تلك البلاد التي غدت الآن بعيدة "فالبيرو بالنسبة إليها، كما بدا لي، هي شيء استبعدته، بكل تعمد، من ذاكرتها، باعتباره كتلة ذكريات سيئة؛ فقر، عنصرية، تمييز، إهمال، إحباطات متنوعة" ص77. كانت تبحث فقط عن الشيء الملموس الذي يمنحها الطمأنينة، حسبما تعتقد؛ المال. ولهذا السبب ظلَّ ذلك الحب قلقاً، يلتهب حيناً ويخمد أغلب الأحيان.. حب معجون بالشبق والخيانة والتسامح والغفران. تختفي المرأة ( مدام آرنو ) فجأة.. تستحوذ على أموال زوجها وتتركه في حالة من الإحباط والذهول. أما الراوي فيُصدم هو الآخر "عليك أن تقهر نفسك وتنسى البيروية ذات الألف وجه، وتقنع نفسك بأنها لم تكن إلاّ حلماً خبيثاً أيها الطفل الطيب" ص85. في النصف الثاني من عقد الستينيات تغدو لندن مدينة الصرعات الجديدة بدلاً من باريس، وقبل انتهاء ذلك العقد يكون الراوي هناك، فيلتقي بامرأته الهاربة التي هي، في هذه المرة، مسز ريتشادسون زوجة رجل ثري من مربي الخيول في نيوماركت. تعترف للراوي أنها تكره الخيول، وهؤلاء الناس الفظيعين الذين لا يتحدثون سوى عن الخيول ولا يهتمون إلاّ بها. تمر سنون قليلة ويكتشف المستر ريتشاردسون، بطريقة ما، خداع زوجته. لا شك؛ أن الرواية ليست هذه الخلاصة المخلة لأحداثها. لكن المحطة الأهم والأخطر في حياة الطفلة الخبيثة هي وقوعها بين مخالب شيطان مجسد، هو فوكودا، رجل مافيا ياباني. شاذ وغريب الأطوار. سيذيقها الهوان ويتركها حطام امرأة. هي في طوكيو ( كوريكو ) متورطة مع ذل |
650 | |a رواية- حب |
650 | |a ادب-بيرو |
650 | |a ادب- حب |
700 | |a علماني، صالح |e 730 |
910 | |a libsys:recno,14490 |
العنوان | الوصف | النص |
---|