الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها ( مساءلة الحداثة ) / محمد بنيس
التفاصيل :
رقم التسجيلة | 8918 |
نوع المادة | كتاب |
ردمك | 9981-880-98-1 |
رقم الطلب | 811.9 ب ن ي |
المؤلف |
بنيس، محمد |
العنوان | الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها ( مساءلة الحداثة ) / محمد بنيس |
بيان الطبعة | ط2 |
بيانات النشر | الدار البيضاء، [المغرب]: دار توبقال للنشر، 2001. |
الوصف المادي | 235ص : 15سم*23.5سم |
ملاحظات | الكتاب غير مجلد |
الملاحظات الببليوجرافية | ملاحق: 181ص، ثبت المصطلحات المترجمة: 183ص، المصادر والمراجع: 193ص، فهرست الأعلام: 219ص |
المحتويات / النص | الفصل الأول: المسألة الأجناسية 11ص الفصل الثاني: البنية والإبدال 53ص الفصل الثالث: الخارج الصي وشرائط الإنتاج بين المركز الثقافي ومحيطه 81ص الفصل الرابع: مآل الحداثة 135ص |
العنوان الموحد | 4- مساءلة الحداثة |
المستخلص |
مساءلة الحداثة : قراءة في كتاب الشعر العربي الحديث ، بنياته و إبدالاتها
عبد الجليل ناظم 1) تتيح لي هذه المناسبة العودة إلى قراءة كتاب "الشعر العربي الحديث ، بنياته و إبدالاتها" الذي صدر في طبعة ثالثة (2014) ، و كانت طبعته الأولى قد صدرت سنة 1989 ،90 ،90 ،91 و هي في أربعة أجزاء هي على التوالي : التقليدية ، الرومانسية العربية ، الشعر المعاصر، مساءلة الحداثة ، فيما صدرت طبعته الثانية سنة 2001 ، و للتدقيق فإن الجزء الثالث المخصص للشعر المعاصر صدر وحده في طبعة رابعة . ها قد مر أكثر من ربع قرن على الطبعة الأولى ،و لازال الكتاب يحتفظ بمفعوله لا فقط من حيث هو أطروحة نال بها محمد بنيس الدكتورة ، بل من خلال خصال كثيرة يصعب الإلمام بها دفعة واحدة ، و أهمها شعور القارئ كلما رجع إليها براهنية القضايا التي طرحتها ، راهنية ناتجة عن الرؤية الاستشرافية التي يتضمنها البحث في كل مفاصله الكبرى ، ألا يرجع الأمر إلى الطبيعة المزدوجة للمتكلم داخل الخطاب ؟ بلى، إن بنيس الباحث هو بنيس الشاعر ، ازدواج لا يخطئه القارئ ، في كل جملة و في كل موقف و في كل حوار، و ذلك بدون أن يحرج أحدهما الآخر أو يهيمن عليه ، أليست علاقة الشعر بالمعرفة علاقة إبداع ؟ كيف نتصور معرفة بدون إبداع ؟ ألا تكون في هذه الحالة مجرد تكرار واجترارا ؟ من هنا يأخذ الكتاب طابعه الخاص ككتابة يحتل فيها المتكلم موقع الصدارة في البحث و الاستقصاء و الاستنتاج ، بحضور واع لحركتي الذات و الفكر التي تصل المعلوم بالمجهول و تنتقل من النظرية إلى التطبيق ومن الجزء إلى الكل و من الكل إلى الجزء برؤية استباقية و استشرافية . 2) تؤشر القراءة انطلاقا من عنوان الجزء الرابع إلى ما يعكسه الكتاب في كل أجزائه من وضع كل المفاهيم و المصطلحات موضع التساؤل و الشك ابتداء من العنوان العام ، لا يطمئن البحث إلى المسلمات و لا يسلم بما يبدو بديهيا ، و لا يركن إلى ما هو سائد من التصنيفات أو الأحكام ، على العكس من البحث التقليدي الوثوقي ، يشكل السؤال منهجا للاستمرار في تخصيب التحليل للوصول إلى نقطة البداية . لهذا الجزء الرابع من هذه الوجهة ارتباط متشعب بباقي الأجزاء و بكل إنتاج محمد بنيس ، إذ منذ "سؤال الحداثة" (1985 ) إلى "الحداثة المعطوبة"(2004) وهو يولد و ينتج الأسئلة . إن الطابع التساؤلي لا ينتظر جوابا مطلقا لأنه ليس استفسارا، إنه يتطلب قبل كل شيء معرفة طرح الأسئلة ، يقول ع. بنعبد العالي :"المسائل في الحياة العلمية لا تطرح نفسها . و هذا الحس ، حس طرح الأسئلة و الشعور بها هو الذي يشكل الصفة الأساسية للفكر الصحيح"(الأعمال ج 1 ص 342) . ينطبق كلام بنعبد العالي تماما على بحث محمد بنيس الدائم ، إنه يستعمل السؤال للوصول إلى المعنى الذي لا يحضر بداهة على السطح ، و يجهز للوصول إليه عدة من الإجراء ومن المفاهيم وعلى رأسها مفاهيم الغزو و التفكيك و الحفر ، لهذا فإن بناء الموضوع لا يتم إلا بعد وضع المفاهيم و التسميات و التصنيفات موضع السؤال ووضعها في مأزقها بالكشف عن تناقضاتها و مفارقاتها. و على سبيل المثال فإن الشعر و العربي و الحديث الذي هو عنوان أو النص الموازي يتضمن مأزقه النظري الداخلي المسكوت عنه و تفكيكه يفسح الطريق لتوليد سؤال المستقبل بعد التعرف على مطلقه المتعالي .فهل الشعر يقابل النثر؟ وهل للعروبة في الأدب والشعر جغرافية محددة ؟ وهل للحداثة معنى أم لها استعمالات؟ هذه الأسئلة الأصلية يتم القفز عنها عادة في الدرس التقليدي . من هنا يكون البحث عن السؤال خروجا عن المعتاد و تورط في تعقد المسار مما استوجب " إعادة القراءة " التي أعتبرها عنوانا فرعيا للكتاب .إعادة قراءة جذرية تعتمد المعطيات المستجدة في الدراسات النظرية و المنهجية ، وتعتمد مراجعة نقدية لما تراكم في الدرس الأدبي مع الانتباه اليقظ للتحولات التي يعرفها العالم والتي أدت إلى تفسخ الكيانات و النظريات . 3) يرتبط السؤال من جهة أخرى بالقضايا النظرية و المنهجية . إن تبني " الشعرية المفتوحة " كتصور و اختيار كان نتيجة لإعادة النظر في المنهجيات السائدة من وجهة نظر إبيستيمولوجية نقدية .إن عوائق الشعرية البنيوية و عوائق الدلائلية ترجع إلى علاقة مختلة ، قبلية أو بعدية بالنسبة للتص الشعري ، وقواعدها المطلقة و الكلية تتعارض مع نفسها و تترك هذا الشئ الأصلي الذي تدور حوله . و مكمن النقد هو حصر التنظير في معزل عن الشعر و الشعراء أي في معزل عن التجربة و الاختبار . إن الشعرية المفتوحة بحث متجدد " و مغامرة تقف باستمرار على حدود الخطر "، " و لن تكون إمساكا بنظام ثابت و لازمني " و "هي قابلة لإعادة بناء ذاتها من خلال القراءة النصية " (التقليدية ص 55) . ينصب هذا التفكيك الشمولي على ثنائية الذات و الموضوع . و هي الثنائية التقليدية التي تنطلق من مفاهيم الإلغاء المتبادل .إلى حد يمكننا من الحديث عن النزعتين الذاتية و الموضوعية . إن الذاتية في الدرس النقدي الحديث ، وفي مختلف الحقول ، ليست عودة للذاتية الفردية ذات الخلفية اللبرالية ، وليست مقابلا للموضوعية كما كان عليه الحال في الدرس التقليدي و الوضعاني ، لقد أثبتت الدراسات الحديثة بطلان هذا التصور الثنائي، فلا وجود لموضوع إلا بالموازاة مع ذات تلاحظ و تعزل و تفكر ، و لا وجود لذات إلا في صلتها بمحيط موضوعي . إن محمد بنيس ذات تتساءل و تفترض و تقلب أوجه التناقض و التعارض ، و هي مشروطة بالمعطيات التاريخية مثلها في ذلك مثل الموضوع . و قد كان سباقا و بالقول : "إن فعل الذات الكاتبة يلعب دوره في "رحم السؤال الشعري " (ص 141) . إن تجاوز المنطق الثنائي من أقوى المواقف النظرية التي تفسر إعادة البناء في كامل مشروع "الشعرية المفتوحة ".التي استجابت لمختلف التطورات النظرية التي أشرنا إلى فعلها ، و كان هذا الكتاب فريدا بتبني هذه الرؤية في النظر لبناء و تحليل القصيدة من منظور يتكامل فيه المبدع و الباحث .لقد كتب ميشيل فوكو" علينا أن نعمل عاى خلق أشكال جديدة من الذاتية وذلك برفض نموذج الفردية الذي فرض علينا فرضا خلال قرون " ، محمد بنيس بهذا المعنى ليس نقطة متفردة و ليس ذاتا متعالية ، إنما هو مجال واسع يستغرق عناصر المحيط بواقعه و تاريخه و مستقبله . 4) كتاب محمد بنيس يقف في مواجهة كل تفكير تبسيطي . و هو في بحثه عن القصيدة يبحث في الوقت نفسه عن الفكر التنظيمي الذي يبحث عن سلالات القول الأدبي لأسباب تاريخية أو مدرسية أو فلسفية. فكيف يمكن تصنيف القصيدة العربية دون استحضار سيل من التصنيفات السائدة ، إن القطيعة مع الأغراض و تبني التقسيم الثلاثي الأروبي من غير تأمل و مساءلة يطرح خلل العلاقة مع التراث العربي و في الوقت ذاته إزاء الآخر الأروبي . فهل ينبغي تبسيط الموضوع بتبني التصنيف العربي القائم على الأغراض أو التصنيف الأجناسي الأرسطي أو تصنيف المذاهب الأدبية ؟ يواجه الباحث هذا الخليط من الظواهر و المواقف الذي يعمي الأبصار بتشخيص الوضع المعقد لمسألة الأجناس الأدبية .ليطرح عمق التقطيع الاعتباطي الذي يجرى آليا على الواقع و يصبح هو الواقع نفسه ، و هكذا فإن التصنيف الأجناسي المريح ينتمي إلى الفكر التبسيطي ويتضمن ما لا يفكر فيه من إقصاء و تهميش وتمركز لا للنص فقط بل لثقافات بأكملها ومن بينها الثقافة العربية . إذن فإن إعادة بناء المسألة الأجناسية تكمن في غزو مزدوج أو نقد مزدوج و ذلك بخمس إجراءات : الانكباب على التفكير في اللاوعي الشعري ، عدم الاكتفاء بالمعرفة الحدسية ، اعتبار الشعريات القديمة ، إدخال مفهوم الاختلاف و التعدد ، الإنصات إلى أثر التاريخ و الذات الكاتبة في فعل الممارسة النصية الشعرية . وهذا برنامج للبحث يحتفظ براهنيته في الدرس الأدبي . 5) الحرية و الانفتاح كتاب "الشعر العربي الحديث" بحث و درس في الحرية و الانفتاح . لا إبداع بدون حرية و بدون انفتاح . إن الحداثة في نعت الشعرالعربي انطلقت من الانفتاح على أروبا، فمن التقليدية إلى الشعر المعاصر مرورا بالرومانسية كان نموذج التحديث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة آتيا من أروبا موليا ظهره للشعرية العربية . و علاقة الإبداع بضغط التقليد تفسر مفعول الهجرة في الاحتكاك المباشر بالآخر منذ إقامة شوقي في باريز وشعراء المهجر و شعراء الحداثة . لكن كيف يكون فعل الإبداع في ظل علاقة الهيمنة وفي ظل غياب الحرية ؟ مآل الشعر الحديث سار بحكم هذا الوضع إلى تقوية التقليد و إلى غربة و تهميش التحديث . تختلف دراسة محمد بنيس من هذه الزاوية عن كل دراسة سابقة . لقد انطلقت دراسات الأدب العربي الحديث السابقة و السائدة من وضعية "انتصار" الحداثة و التحديث ، بينما ينطلق محمد بنيس من الإحساس بأن زمن الانتصار قد ولى ، و ترك المكان لقلق اللحظة و أسئلتها . إنها النهاية الدرامية كما يمكن أن أقول ، التي تبنى من خلال التوتر الحكائي الذي كشفه بنيس و استشرف أبعاده . فما الذي أدى إلى هذه النهاية غير السعيدة ؟ هذا هو سؤال الأسئلة التي تخترق كل الكتاب. إن مفهوم "التقدم " هو المعين لحدود القدامة و الحداثة ، هذا المفهوم يأخذ تأويله عند التقليدية من الماضي كنموذج للاحتذاء و للتقدم نحوه ، و يأخذ تأويله في الرومانسية و الشعر المعاصر نحو المستقبل . من هذا يتعمق الاختلاف بين النموذجين و من هنا تكتسب القصيدة الحديثة جدتها و مغايرتها .لكن الانخراط في نقد الحداثة أو ما بعدها و في زمن انهيار التظريات الكبرى يتجه عمقا إلى تفكيك ميتافيزيقا التقدم سواء في حالة العودة إلى الماضي و استعادته لكونه ثابت معلوم ، أو في حالة الاتجاه إلى المستقبل المجهول فهو "معبأ ككل بالتصورالأروبي للحداثة و موشوم بها "(التقليدية ص 32) .هذه الفرضية تتضمن نقدا مزدوجا لتصورات الحقل العربي و للنظريات الأروبية التي احتذتها .و هو الذي يكشف الحداثة المعطوبة التي سيخصها محمد بنيس بكتاب آخر . هل يمكن فك العوائق بين الحرية و الانفتاح ؟ نعم يمكن ذلك من فك الارتباط بين التقدم و الحداثة . و البحث عن حداثة أخرى ،تضئ غير المضاء . إن عمل محمد بنيس في شموله و تفاصيله بحث جدي على هذا الطريق . فتحية له ،وشكرا على دعوتكم لي للإسهام في هذه الجلسة العلمية . |
المواضيع |
الشعر العربي الحديث الشعر العربي الحديث الشعر العربي المعاصر |
النسخ :
الباركود | رمز الوحدة | النسخة | نوع النسخة | |
---|---|---|---|---|
0089180003 |
811.9 ب ن ي C.3 |
3 | متاح | |
0089180001 |
811.9 ب ن ي |
1 | متاح |
المرفقات :
العنوان | الوصف |
---|