رقم التسجيلة
|
14494
|
نوع المادة
|
كتاب
|
رقم الطلب
|
896 د ا ي
|
المؤلف
|
دايريه، ويريس
|
العنوان
|
بنات الصحراء رواية / ويريس دايريه و كورنا ميلبورن
|
بيان الطبعة
|
ط1
|
بيانات النشر
|
اللاذقية، [سوريا]: دار الحوار للنشر والتوزيع، 2008.
|
الوصف المادي
|
300 ص : 19*14سم
|
ملاحظات
|
غي رمجلد
|
الملاحظات الببليوجرافية
|
ببليوغرافيا..................................................285 ص
|
المستخلص
|
عدّ ظاهرة ختان الإناث كارثة حقيقيّة ابتليت بها المرأة في عدد من الأماكن، وظلّ الختان يلاحق الكثيرات حتّى في أوروبا التي ظننْنَ أنّهن أصبحْنَ فيها بمنجىً عن آلة الختن القاهرة..
تكمل الصوماليّة ويريس دايريه، سفير الأمم المتّحدة الخاصّة لمحاربة ظاهرة ختان الإناث، في روايتها «بنات الصحراء» رسالتها التي وقفت نفسها في خدمتها، وهي محاربة ختان الإناث. «بنات الصحراء» هي الجزء الثالث من سيرتها التي ابتدأتها بـ«زهرة الصحراء»، و«فجر الصحراء»، حيث تحدّثت في الأولى عن تجربتها المريرة وعن سيرتها غير المألوفة، وعن كارثة الختان التي تعرّضت لها، وهي طفلة، ثمّ سردت قصّتها منذ هروبها وهي في الثالثة عشر من عمرها، مروراً بالمحطّات الأليمة التي مرّت بها، وصولاً إلى عملها كعارضة أزياء لأشهر دور العرض، ثمّ اختيارها من قبل الأمم المتّحدة كسفيرة خاصّة لمحاربة جريمة ختان الإناث، وفي الجزء الثاني كتبت عن عملها كسفيرة للأمم المتّحدة وعن عودتها إلى أهلها في الصومال.. أمّا في «بنات الصحراء»، فإنّها تروي الفصول اللاحقة من حياتها، حكايتها، التي صاغتها الكاتبة النمساويّة كورينا ميلبورن؛ المتخصّصة في قضايا حقوق الإنسان، حيث تأتي الرواية بطريقة البحث والتحقيق في ممارسات ختان الإناث في أوروبا، إذ يقدّر أنّ أكثر من 500,000 امرأة وفتاة قد تعرّضت لهذه الجريمة أو قد تتعرّض..
تكشف دايريه التي يعني اسمها في الصوماليّة «زهرة الصحراء»، النقاب عن الممارسات الشائنة التي تتمّ في الدول الأوروبيّة تحت سمع وبصر سلطاتها، التي تتغاضى عن تلك الممارسات، أو لا تسنّ لها قوانين رادعة، إذ لم تجرّم العديد من الدول الأوروبيّة ختان الإناث حتّى الآن، أو تهمل التدخّل في منع الوالدين من العودة بالطفلة إلى البلد الأصل بحجّة الزيارة، ليجرى لها العمليّة التي تشوّه جسدها، وروحها..
تغوص ويريس دايريه، مع فريق بحثيّ معها، في قلب الجاليات الإفريقيّة والمسلمة في أوروبا، تفصح عن المخبوء المسكوت عنه، تلمّ بالحيثيّات والملابسات التي تحيط بالمشكلة، وتفضح الزيف الذي تتستّر خلفه، تؤكّد، اعتماداً على رجال الدين، واستشهاداً بآرائهم الفقهيّة، أنّ الدين بريء من تلك الجرائم، وأنّها لا تتجاوز العادات السيّئة المتوارثة، التي غدت تقاليد يستحيل تجاوزها،استعانت بالبروفيسور ديفيد نويبي، الفقيه الإسلاميّ النيجيريّ الذي يقيم في بريطانيا، وقد أكّد لها أنّ الدين بريء من هذه الممارسة، «هناك فقهاء في الدين في إفريقية يروّجون للفكرة. من الأفضل تناول الموضوع بصدق والقول بوضوح تامّ: «لم يذكر القرآن هذا ولم ينصح به». ص249. تستعرض كثيراً من الحالات التي يكون فيها المجتمع شريكاً في الإثم، عندما ينظر بانتقاص إلى المرأة غير المختونة، وكأنّها مومس أو مشروع مومس، أو يقال عنها بأنّها نجسة لأنّها غير مطهّرة، علماً أنّ «ختان الإناث» مختلف عن «تطهير» الذكور. وقد اعتُبرت العملية من قبل الكثير من الضحايا كتقليل من شأن وقسوة القضيّة، لأنّها توحي بأنّها كمعظم الصيغ السائدة الخفيفة لختان الرجال، أي اعتبارها إصابة أقلّ. بينما هي في الحقيقة تشويه، وبتر لعضو المرأة، التي تفقد بذلك كلّ حسّ جنسيّ.. ويمارس الختان كتقليد موغل في القدم للدخول في مرحلة النضج، حيث ينظر إليها كضرورة تسبق الزواج، وتساق بعض الأسباب لتبريرها، منها: تأكيد عفّة وحصانة المرأة، لتأكيد صورة العذريّة لحين الزواج، أو لأسباب صحّيّة، أو جماليّة صحّيّة. كما يُعتَقَد في بعض الدول أنّ المرأة غير المختونة غير قادرة على الإنجاب، أو سيكون في ذلك مهلكة للوليد.. ويقوم بعملية الختان عادة نساء خاتنات، من دون أيّ تدريب طبّيّ، يعملن باستخدام أدوات غير ملائمة كشفرات الحلاقة أو قطعة حادّة من الزجاج. هذا في معظم أجزاء إفريقيا. أمّا في أوروبا فيتمّ الختان بشكل متزايد في المستشفيات، بطريقة سرّيّة، على يد خاتنات أو أطبّاء، هم أصلاً من دول العائلات ذاتها، أو ممّن يغرون بمبلغ كبير من المال من الأطبّاء الآخرين..
تلتقي ويريس بالكثيرات ممّن تعرّضن لهذه العمليّة، يتكلّمن لها عن معاناتهنّ، وتؤمّن شبكة الإنترنيت ملاذاً آمناً لهنّ للبوح من دون أن يتعرّضن لأخطار الكشف أو النظرة السلبيّة أو الازدراء، تقول في ذلك: «بنات الصحراء يتكلّمن هنا بصراحة. في الشبكة بدون أسماء حقيقيّة، ولا يخشين من رواية حكاياتهنّ. هنا يستطعن عرض تجاربهنّ مع رفيقاتهنّ من ضحايا التقاليد، ويطلبن النصح، وهذا متنفّس للعديد منهنّ حيث يجدن فرصة للتعبير عن آلامهنّ». ص25. و
يستغرب القارئ عندما يكتشف أنّ عدد النساء اللاتي تعرّضن لهذه الممارسة يزيد على المئة والخمسين مليوناً، وأنّ هناك أعداداً متزايدة تتعرّض باستمرار لهذه الجريمة المشوّهة، وأنّ هذا التقليد لم يبقَ في الحيّز الإفريقيّ و«الإسلاميّ»، بل انتقل الوباء إلى أوروبا، التي توجّب عليها أن تهبّ لإيقاف تلك الممارسات، حيث نقل المهاجرون معهم تلك العادات، وظلّوا متمّسكين بها، وعدّوها خصوصيّة متعلّقة بالهويّة والتاريخ والتراث، في ظلّ الصمت والتعامي والتجاهل من المجتمع الدوليّ، على الرغم من أنّ البيان المشترك لمنظّمة الصحّة العالميّة واليونيسيف والتمويل السكّانيّ لهيئة الأمم المتّحدة «شباط 1966»، كان قد أكّد أنّه «لا مبرّر لبقاء المجتمع الدوليّ سلبيّاً باسم الحقيقة الممسوخة لتعدّد الثقافات... يغيّر الناس تصرّفاتهم عندما يتفّهمون مصادر الخطر، والمعاملات المهينة التي تسبّبها الممارسات المؤذية، وعندما يدركون أنّهم يمكن أن يتركوا الممارسات الخاطئة والضارّة دون التنكّر للجوانب الأخرى من الحضارة».
تؤكّد ويريس دايريه من خلال عملها الميدانيّ، وتحقيقاتها المتواصلة، في خاتمتها المعنونة بـ«لديّ حلم»، بأنّ هناك قنبلة موقوتة تدقّ بعيداً في أوروبا، ولا أحد يصغي، لأنّه لا أحد يستطيع أن يتوقّف كي يسمع الحقيقة، وأنّ تشويه الأعضاء التناسليّة ليس مجرّد مشكلة مقتصرة على إفريقيا، بل هي واحدة من المشاكل التي تؤثّر على العالم كلّه، وأنّ الختان ممارسة موجودة في كلّ قطعة من أرض أوروبا، وأنّ أعداد النساء المتأذّيات يتضاعف يوماً بيومٍ، وأنّ الوعي بهذه القضيّة ناقص وهزيل بشكل مخيف. وتحلم، هي التي رهنت طاقاتها وإمكاناتها لهدف القضاء على تشويه الإناث، بأن تصحو ذات يوم وتجد العالم خالياً من هذه الممارسة الإجراميّة. وقد حدّدت بعض النقاط التي يكون من خلالها التوعية بجسامة وعظم الجريمة المقترفة، منها: اعتبار كلّ فرد في العالم ختان الإناث مشكلة عامّة، وأن يخطو كلّ مجتمع دينيّ خطوة واضحة ضدّها، وتقديم العون لكلّ ضحيّة، وإصدار قوانين وتشريعات لحماية البنات في العالم، وتجريم المرتكبين، وأن يصير موضوع ختان الإناث موضوعاً يستطيع الناس مناقشته بصراحة وعلى الملأ، وأن تتضامن الجماعات والمنظّمات وتدعم بعضها بعضاً لتتمكّن من تنفيذ مشاريعها بشكل فعّال.. ثمّ تقول إنّها ستكون أسعد إنسان في العالم إذا استطاع كتابها أن يبدأ بدحرجة الكرة.. كما تثبت ملحقاً توضّح فيه سياسات الدول الأوربيّة والكيفيّة التي تتعامل بها مع هذه القضيّة..
تعدّ رواية «بنات الصحراء» بمثابة بحث تاريخيّ جغرافيّ دينيّ واقعيّ في جريمة «ختان الإناث»، التي ينبغي تجريمها وتحريمها وحظرها، كما يجب أن يشكّل الصراع ضدّ ختان الإناث جزءاً من الصراع الدائم والمستمرّ ضدّ الخرافات وضدّ الطغيان.. كما تُظهر الجهل والتعتيم اللذين يغلّفان المشكلة، التي تتهدّد سلامة ملايين النساء في مختلف أنحاء العالم..
|
المواضيع
|
الختان - عادات وتقاليدالصومال- النساء
|
الأسماء المرتبطة
|
ميلبورن، كورينادياب، كنينة
|